الجسور Admin
عدد المساهمات : 168 تاريخ التسجيل : 19/07/2009 العمر : 35
| موضوع: غيبوبة الخميس 06 أغسطس 2009, 7:29 pm | |
| غيبوبة عانقت وسادتها.. ونام هو على ظهره مسائلاً نفسه:- إلى متى ستظلّ رائحتها تزكم عقلي ..وتجثم على أنفاسي ؟؟وابتسمت هي بدهاء.. وكأنها تبحث عن ذاتها في أشلاء ذاكرته.. أحبّته برغم ظلمه.. وتدارك خطئه.. فأمسك وسادته وهزها بعنف..وغاصت في سريرها... وضحكت بخوف.. حركت ردفيها البيضاوين.. تذكرت كلماته بشأن جسدها الممتلىء.. وما أدراك أنت بالأجساد الجميلة؟؟.. تعرّق جسده فرمى الغطاء بعيدا.. ما بالي أفكر فيها؟؟ نظر في الظلام إلى اللاشيء.. كأنه يبحث عنها ليعاقبها.. أراد أن يحطم وجودها.. ولكنها بعثرت أفكاره.. تقدمت نحوه وابتسمت.. علي.. هل تذكرني؟ فقد صوابه.. فقد عادت بعد أربعة أعوام بجسد جميل وجاذبيّة خبّأتها سمنتها المذهلة.. وكما قال لها يوما:- خولة.. أنتِ فظيعة!! الناس تنكمش في الصومال.. وأنت تتمددين في الخليج العربي.. ضحكت.. ولكن بحزن.. وتذكر كلمته التي اعتاد مناداتها بها.. (السيّدة تفّاحة)... لم تغضب يوماً.. بل كانت تمتلأ إشراقا وتفرغ شحنات الضحك على هذا اللقب من كل قلبها.. ابتسمت في ظلمة الليل وقالت بهمس:- لم أعد خولة المخدوعة.. بل تغيّرت.. غيّرتني مدينة سيدني الأستراليّة.. تذكّرت نظرة التّعجّب في عينيه.. ابتسمت مرّةً أخرى في الظلام.. وهمست.. لست المخدوعة.. أعاد التفكير بها.. بيضاء.. رشيقة.. جميلة.. كم صار عمرها؟؟ خمسة وعشرون عاماً؟؟ أم أصغر؟؟ ابنة السيّد راشد الجاسم.. خدعتها.. أخذت مالها.. واسمها لأتباها أمام الشّباب.. كان الجميع يحسدني.. ولكنها كانت ساذجة لذا تركتها.. فكّر قليلاً وأحتج.. بل لأنّها سمينة فانا لا أستطيع حملها عند البحر كجميع المحبّين.. وهل فعلاً كنت أحبّها؟؟ أضاءت الأباجورة التّي بجوار السرير.. ونظرت إلى المرآة.. ليتطاير الغضب من عينيها وتصرخ.. أنتِ؟؟ من أنتِ؟؟ ثم أدمعت عيناها.. وأرخت جسدها بألم.. وداعبت شعرها بأناملها.. سنرى.. من هو الأقوى؟؟ وبكت بحرقة.. ضجيجٌ في ضربات قلبه.. شعر ولأول مرّة بالخوف.. هل ستنتقم؟؟ أم ستتركني خائفاً من نظراتها القاسية التي لم أعتد عليها؟؟ نسيتها.. وتعرّفت على الكثير من الفتيات.. ولكن..صمت علي.. ثم سرح إلى ذلك المكان.. شاطىء البحر.. حيث قال لها بهدوء:- حبيبتي.. سوف أسافر.. ولن أعود قبل عشرة أشهر.. ولن أستطيع الاتصال بك كل يوم.. وبكت.. لم يرى في حياته امرأة تبكي بكل حزن.. وترجوه بعدم السفر وتعده بتسخير الدنيا تحت قدميه.. وأخرسها بكلمة.. آسف.. هذه هي ظروفي.. لم يذكر ما الذي حصل بعد ذلك.. سوى هروبه وتغييره لأرقام هواتفه.. وغيّر شقته التي كان يسكن فيها.. ورحل إلى فتيات أجمل وذوات أجساد أجمل.. ولكنّهن كاذبات.. فقال بندم:- مثلي تماماً.. مسحت دموعها التي كادت تحرق جفنيها بوسادتها البيضاء.. التي أمتزج فيها البياض بسواد الكحل وماء العين.. أرادت أن تودّعه في المطار فسألت عن اسمه بالكامل.. لم يكن موجوداً في أي سجّل.. وعلمت بعد عام في أوستراليا.. وبعد تفكير وانقطاع عن بلادها ومخالطتها للناس.. بأنه خدعها وحمل معه قلبها.. وروحها.. ولكن حمدت ربّها على وجود عذريّتها.. فعادت من السّفر حاملةً حقيبة فيها ملابسها.. كتبها.. شهادة البكالوريوس في التجارة.. وانتقامها المتأرجح في ظلها.. بحثت عنة ووجدته.. وعلمت عن مكان عمله.. فاستطاعت العمل في نفس المكان.. ليراها في أوّل يوم.. بكامل حلّتها.. ولم يميّزها إلى أن أتت إليه بكل جرأة.. وحادثته.. أشتدّ البرد من حوله فعاد وغطّى جسده.. وتذكّر كلمتها القاسية.. عدت بكل أمل أن ألقاك كما أنت.. لأنتقم بكل سهولة!! هل عنت كل كلمة قد قالتها؟؟ لا أظن ذلك.. فهذه الفتاة ضعيفة.. ولكن أربعة أعوام أعتقد بانها فترة طويلة لتغير أرضاً قد كانت ذات يوم في أسوأ حالاتها.. لتجعلها شيئا آخر.. لا أستطيع وصفه.. فأنا لم أر الجمال إلاّ في عينيها.. وابتسامتها.. كيف لي أن أكون قاسياً؟؟ هل هذه هي الرّجولة؟؟ لا أظن.. لأنني تركتها جثة.. وأصبحت في غيبوبة الحزن الأبدي.. من أكون لأجعل جسدها بحاجة إلى حضن يحتويها من ظلم الزمان؟؟ أين كنت وكيف أصبحت؟؟ حطام من رجل هاجت بي الظنون.. وغدت روائعي مع كل السيّدات.. مجرّد صفحات سوداء امتلأ بها كتابي.. ومن أنا.. لأدافع عن حقوقي وأكون علي.. بكل علوّ وفخر قد أقولها لزوجتي.. وأي امرأة ترضى بي.. بسمعتي الكريهة.. (صيّاد النساء).. يا ليتني ضحكت على هذا اللقب كما كانت تضحك جميلتي من كل قلبها.. أغمضت خولة جفنيها.. وأسترجعت كل الماضي كشريطٍ سينمائي محترق.. تختنق به أحلامها.. كنت أريده زوجاً.. ولكنّه أهملني ورحل.. دون وداع.. وأخذ لقب (السيّدة تفّاحة) معه.. لم أعد أسمع صوته القوي.. المتشامخ في غربة الوقت الطويل.. كان يصرخ في كل مكان عليها.. تفّاحة.. أين الفتاة التي وعدتني يعمل شيء سخيف أمام النّاس؟؟ وكانت وجنتيها تحمرّان بخجل.. كانت تكوّن نسمة رقيقة في فضاءات الواقع.. الّتي كانت تحمل صفاتها بين الثواني.. سحبت نفساً عميقا.. وزفرت براحة.. وأمسكت الهاتف بين يديها.. واتّصلت.. رنّ جرس الهاتف الذائب بين يديه الدافئتين.. رقمٌ غريب.. ولكن ضربات قلبه ترجمة أحاسيسه.. ليردّ بضعف:- هل تنوين الانتقام؟؟ لا.. ولكنّي أحببت أن أسمع ألمي قبل أن أنام.. وعانقت السمّاعة لتذرف دمعةً دافئة... ما بال صوتك يا خولة.. وهمس باسمها.. خولة ونفخت في الهاتف.. ثم قالت:- مازال اسمي لطيفاً..بصوتك الغاضب.. لست غاضباً ولكنني متحامل على هجرانك.. فصرخت في الهاتف من أنا؟؟ أنت الذي هجرتني ولكنني لن أحوّل حياتك جحيما كالمسلسلات المكسيكية.. ولكنني سأتركك تموت ببطأ.. وأعدك بذلك.. خولة.. لا تهدديني.. وهمس أرجوكِ يا خولة نحن كبار على هذه المواضيع.. لا تترجى.. فأنا راحلة إلى عالم الانتقام بكل معاني الذنب.. ولكنني لن أقتلك.. بل سأسممك بعذابي.. ضحكت.. وأغلقت الخط.. وعاد ليتصل بها ولكن الهاتف مغلق.. فصمت.. وقال البسملة.. لينام بألم.. وتنام هي بأوجاع الأرض المختزنة في ذاتها.. | |
|
nooona
عدد المساهمات : 55 تاريخ التسجيل : 06/08/2009
| موضوع: رد: غيبوبة السبت 08 أغسطس 2009, 11:55 am | |
| | |
|