خير بيت في المسلمين

خير بيت في المسلمين






تفاجئنا- بين الحين والآخر- أخبار الحوادث المؤلمة التي تتسبب بوفاة أسرة كاملة، وأحيانا بوفاة الوالدين وبقاء بعض الأبناء أو كلهم على قيد الحياة، ولا شك أن مثل هذه الحوادث- المروعة والتي هي من قدر الله الذي لا راد له- تترك واقعا أليما لهؤلاء الأبناء الذين أصبحوا فجأة أيتاما بمعنى الكلمة حيث لا أم ولا أب مما يحتم على بعض الأقارب رعايتهم واحتواءهم والعناية بهم وهي مسؤولية ثقيلة تحتاج منهم إلى صبر وإيمان واحتساب للأجر واستشعار بشرى النبي- صلى الله عليه وسلم- «أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين (وأشار بأصبعيه السبابة والوسطى) - رواه مسلم-.

وكثير من أهل الخير يساهم ماديا بكفالة يتيم أو أكثر عبر اللجان الخيرية وهم مأجورون إن شاء الله ولكن الأبطال الحقيقيين من يضمون يتيما تحت جناحهم ويسكنونه بيوتهم ويشركونه مع أولادهم بالحب والاهتمام والتوجيه ويغمرونه بكرمهم المادي والمعنوي، وهؤلاء ينطبق الشق الأول من الخبر الوارد عند رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: «خير بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يُحسن إليه، وشرّ بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يُساء إليه». وقد رأيت هذه الخيرية من بيت سيدة فاضلة تكفلت برعاية واحتواء ثلاثة أولاد من أقارب زوجها حتى كبروا وتزوج اثنان منهم والثالث توفي إلى رحمة الله، فهنيئا لها- إن شاء الله- وهنيئا لمن اختاروا أو وجدوا أنفسهم مرغمين على العناية بأيتام فهو باب أجر فتح لهم وقد يؤجر المرء رغم أنفه.